الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس **
487 - اقرؤوا على موتاكم يس. قال في التمييز رواه أبو داود والنسائي عن مَعْقِل بن يسار مرفوعا وصححه ابن حبان، والمراد من شارف الموت، ورواه أحمد أيضا. 488 - أقيلوا ذَوي الهْيآت عثَراتهم. رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن عدي والعسكري والعقيلي عن عائشة مرفوعا بزيادة ألا في الحدود، وعزاه في الدرر لأحمد عن عائشة بلفظ أقيلوا ذوي الهيآت زلاتهم إلا الحدود، وقال العقيلي له طرق لا يثبت منها شيء، لكن قال ابن حجر في التحفة للحديث المشهور من طرق ربما يبلغ درجة الحسن بل صححه ابن حبان بغير استثناء وذكره، ثم قال وفسرهم الشافعي بمن لم يعرف بالشر، وقيل أراد أصحاب الصغائر وقيل من من يندم على الذنب ويتوب منه، وفي عثراتهم وجهان: صغيرة لا حد فيها، أو أول زلة ولو كبيرة صدرت من <صفحة 183> مطيع، وكلام ابن عبد السلام صريح في ترجيح الأول انتهى، ورواه الشافعي وابن حبان والعسكري أيضا بسند ضعيف، وابن عدي والبيهقي عن عائشة بلفظ زلاتهم، دون ما بعده، وتقدم آنفاً في أقيلوا السخي أن الطبراني رواه عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ تجاوزوا عن ذنب السخي، فإن الله يأخذ بيده عند عثراتهم، ورواه العسكري أيضا عن عائشة رفعته بلفظ تهادوا تزدادوا حبا وهاجروا تورثوا أبنائكم مجدا، وأقيلوا الكرام عثراتهم، وقال الشافعي وسمعت من أهل العلم ممن يعرف الحديث يقول يتجافى للرجل ذي الهيئة عن عثرته ما لم تكن حدا، وقال وذو الهيآت الذين يقالون عثراتهم هم الذين لا يعرفون بالشر، فيزل أحدهم الزلة، وقال الماوردي في المراد من عثراتهم وجهان: أحدهما الصغائر، والثاني أول معصية زل فيها مطيع. 489 - أقضاكم علي. تقدم بمعناه في حديث أرحم أمتي، ورواه البغوي في شرح السنة والمصابيح عن أنس، ورواه البخاري وابن الإمام أحمد عن ابن عباس بلفظ: قال، قال عمر بن الخطاب علي أقضانا، وأُبي أقرَؤُنا، والحاكم وصححه عن ابن مسعود بلفظ: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي، ورواه الملا في سيرته عن ابن عباس في حديث مرفوع أوله "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر"، ورواه عبد الرزاق عن قتادة رفعه مرسلا بلفظ "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، واصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم عليًّ" - الحديث، وهو موصول في فوائد ابن أبي نجيح عن أبي سعيد الخدري، وروى البغوي في المرفوع عن أنس أيضا "أقضى أمتي علي"، وعزاه الطبري في الرياض النضرة للحاكم بسند واه عن معاذ بن جبل مرفوعا في حديث أوله "يا علي تَخْصِمُ الناسَ بسبع"، وذكر منها "وأبصرهم بالقضية"، لكن أوردها ابن الجوزي في الموضوعات، ونحوه عند أبي نعيم عن أبي سعيد "يا علي لك سبع خصال، لا يحاجك فيها أحد"، وأثبت منها كلها ما رواه الحاكم وابن ماجه <صفحة 184> والترمذي والبزار من طرق عن علي أحسنها رواية البزار عنه بسند واه أنه صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قاضيا قال "يا رسول الله بعثتني أقضي بينهم وأنا شاب لا أدري ما القضاء"، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره، وقال "اللهم اهدِه وثبِتْ لسانه"، قال فوالذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بين اثنين. وقد رواه ابن حبان عن أبن عباس عنه، وهذه الطرق يقوي بعضها بعض. نعم روى البخاري في التفسير وأبو نعيم عن ابن عباس قال، قال عمر: "أقضانا علي وأقرؤنا أبَيّ"، ونحوه عن أبَيّ وآخرين، وللحاكم عن ابن مسعود قال: "كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي"، وقال صحيح، ومثل هذه الصيغة حكمها الرفع على الصحيح، وكذا قاله في الأصل، ونظر فيه القاري في الموضوعات أي لأنه مما يمكن أن يكون للرأي (في الأصل "المرأى " مكان "للرأي" وهو تصحيف ظاهر) فيه مجال فليتأمل. 490 - أقل أمتي الذين يبلغون السبعين. رواه الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنه. 491 - أقِلَّ من الذنوب يهن عليك الموت، وأقلَّ من الدين تعش حرا. رواه البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنه. 492 - أقلوا الدخول على الأغنياء، فإنه أحرى أن لا تزدروا نِعَم الله عز وجل. رواه الحاكم والبيهقي عن عبد الله بن الشَّخّير رضي الله عنه. 493 - اقرؤوا القرآن، فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعى القرآن. رواه تمام عن أبي أمامة. <صفحة 185> 494 - اكتحلوا بالإثمد، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر. رواه الترمذي وقال حسن عن ابن عباس، ورواه الترمذي في الشمائل أيضا وابن ماجه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اكتحلوا بالإثمد، فإنه يجلو البصر ويُجِفُّ الدمع، وينبت الشعر، وفي الشرح الكبير للمناوي عند الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم عليكم بالإثمد، فإنه منبتة للشعر مذهبة للقذى مصفاة للبصر، قال وفي معنى هذا ما رواه الضحاك في كتاب الشمائل له عن علي مرفوعا أمرني جبريل بالكحل، وأنبأني أن فيه عشر خصال: يحلو البصر، ويذهب بالهم، ويلحس البلغم، ويحسن الوجه، ويشد الأضراس، ويذهب النسيان، ويذكي الفؤاد، ورواه أحمد عن عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري عن أبيه عن جده بلفظ اكتحلوا بالإثمد المروَّح ( الطيب) فإنه ينبت الشعر، ورواه ابن النجار عن جابر بلفظ اكتحلوا بالإثمد عند النوم، فإنه يجف الدمعة وينبت الشعر. 495 - أكثر أهل الجنة البُلْه. رواه البيهقي والبزار والديلمي والخلعي بسند فيه لين عن أنس رفعه، وله شاهد عند البيهقي من حديث مصعب بن ماهان عن جابر، لكن قال عقبه أنه بهذا الإسناد منكر، وقال القاري في الموضوعات وصححه في التذكرة، وليس كذلك، بل قال ابن عدي أنه منكر انتهى، وقال فيها أيضا وروى بزيادة وعِّلّيون لذوي الألباب، ولم يوجد لها أصل، كما قال العراقي بل هي مدرجة من كلام أحمد بن أبي الحُوَّاري انتهى، وأقول لكنه في التذكرة ذكرها من غير تعقب، <صفحة 186 >وجاء عن سهل التُسْتَري في تفسيره البله بأنهم الذين وَلِهت قلوبهم وشُغلت بالله عز وجل، وعن أبي عثمان: الأبله هو الأبله في دنياه الفقيه في دينه، وروى البيهقي عن الأوزاعي أنه قال هو الأعمى عن الشر البصير بالخير، ومثله قول القرطبي هم البله عن معاصي الله، وقال في النهاية البله هم الذين غلبت عليهم سلامة الصدور وحسن الظن بالناس، لأنهم أغفلوا أمر دنياهم فجهلوا حذق التصرف فيها، وأقبلوا على آخرتهم فشغلوا أنفسهم بها، فاستحقوا أن يكونوا أكثر أهل الجنة؛ فأما الأبله وهو الذي لا عقل له فغير مراد في الحديث، وأنشدوا: ولقد لهوت بطفلة ميالة * بلهاء تطلعني على أسرارها 496 - أكثر من يموت من أمتي من بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالعين - وفي رواية بالأنفس. رواه البزار بسند رجاله ثقات عن جابر رفعه، وفسر البزار الأنفس بالعين، وعزاه في الدرر للديلمي عن جابر بلا إسناد بلفظ أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين، ورواه الطبراني من حديث علي بن عروة لكنه كذاب عن أسماء بنت عميس قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نصف ما يحفر لآمتي من القبور من العين. 497 - أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون - وفي رواية حتى يقال إنه مجنون. رواه أحمد وأبو يعلى والبيهقي عن أبي سعيد مرفوعا، وكذا ابن حبان والحاكم وصححاه، ورواه البيهقي عن أبي الجوزاء رفعه مرسلا بلفظ أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقون إنكم مراؤون. <صفحة 187 > 498 - أكثروا ذكر الله على كل حال، فإنه ليس عمل أحب إلى الله ولا أنجى لعبده من ذكر الله تعالى في الدنيا والآخرة. رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي عن معاذ. 499 - أكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها، ولقنوها موتاكم. رواه أبو يعلى وابن عدي والخطيب وابن عساكر والرافعي عن أبي هريرة رضي الله عنه، ورواه الديلمي عن أنس بسند فيه مقال بلفظ أكثروا في الجنازة قول لا إله إلا الله. 500 - أكثروا ذكر هاذم اللذات. يعني الموت، وهو بالذال المعجمة والمهملة، وإن قال السهيلي الرواية بالمعجمة، رواه الترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة مرفوعا وابن حبان والحاكم وصححاه وابن السكن وابن طاهر، وأعله الدارقطني بالإرسال، ولفظه عند العسكري عنه مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجلس من مجالس الأنصار وهم يمرحون ويضحكون، فقال أكثروا ذكر هاذم اللذات، فإنه لم يذكر في كثير إلا قلله، ولا في قليل إلاكثره ولا في ضيق إلا وسعه، ولا في سعة إلا ضيقها، ورواه البيهقي عن أبي سعيد الخدري بلفظ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فرأى ناسا يكشرون - بالشين المعجمة - أي يضحكون، فقال لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات الموت، وأنه لم يأت على القبر يوم إلا وهو يقول أنا بيت الوحدة وبيت الغربة، أنا بيت التراب أنا بيت الدود، ولفظه عنه عند العسكري دخل النبي صلى الله عليه وسلم مصلاه فرأى ناسا يكشرون، فقال إما إنكم لو أكثرتم من ذكر هاذم اللذات <صفحة 188> لشغلكم عما أرى الموت فأكثروا ذكر هادم اللذات، زاد النجم عقب اللذات الموت، فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه، فيقول أنا بيت الغربة، وأنا بيت الوحدة، وأنا بيت التراب، وأنا بيت الدود - الحديث انتهى، وقال رواه الترمذي وحسنه، والبيهقي عن أبي سعيد، وأخرجه العسكري عن أنس بلفظ أكثروا ذكر الموت، فإنكم إن ذكرتموه في غنى كدره عليكم، وإن ذكرتموه في ضيق وسعه عليكم، الموت القيامة، إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته، يرى ما له من خير وشر، وفي لفظ لأنس عند ابن أبي الدنيا بسند ضعيف جدا أكثروا من ذكر الموت، فإنه يمحص الذنوب، ويزهد في الدنيا، وفي لفظ له عند البيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يضحكون ويمزحون، فقال أكثروا ذكر هادم اللذات، وفي لفظ لابن عمر مرفوعا عند البيهقي أيضا أكثروا ذكر هادم اللذات، فإنه لا يكون في كثير إلا قلله، ولا في قليل إلا كثره، وروي عن معبد الجهني أنه قال ذكر الموت يطرد فضول الأمل، ويكف غرب التمني، ويهون المصائب، ويحول بين القلب وبين الطغيان، ورواه الديلمي عن أبي هريرة بلفظ أكثروا ذكر الموت، فما من عبد أكثر ذكره إلا أحيا الله تعالى قلبه، وهون عليه الموت. 501 - أكثروا الصلاة عليَّ في الليلةِ الزهراء واليومُ الأغرِ فإن صلاتُكم تُعرض عليَّ. قال في الأصل رواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي مودود عن أبي هريرة مرفوعا، وقال تفرد به أبو مودود عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة، وله شواهد بينتها في القول البديع، منها ما رواه ابن بشكوال بسند ضعيف عن عمر ابن الخطاب مرفوعا بزيادة فادعو لكم واستغفر و اليلة الزهراء ليلة الجمعة واليوم الأغر يومها، وعزاها في الدرر للبيهقي في الشعب والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة بلفظ أكثروا الصلاة علي في الليلة الغراء واليوم <صفحة 189>الأزهر، فإن صلاتكم تُعرض عليَّ، قال النجم ورواه البيهقي أيضا عن ابن عباس بزيادة ليلة الجمعة ويوم الجمعة، وعند أحمد وأبي داود وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححاه عن أوس بن أوس من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ، قالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرِمْتَ؟ (أرمت: أي بَلِـيْتَ، كما في النهاية.) قال إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، ورواه البيهقي بإسناد جيد عن أبي أمامة أكثروا علي من الصلاة في كل يوم جمعة، فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة، وله عن أنس أكثروا من الصلاة علي في يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمن فعل ذلك كنت له شهيدا أو شافعا يوم القيامة، ورواه الطبراني بلفظ أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة، فإنه أتاني جبريل آنفا عن ربه، فقال: ما على الأرض من مسلم يصلي عليك واحدة إلا صليت أنا وملائكتي عليه عشرا، ورواه ابن ماجه بإسناد جيد عن أبي الدرداء أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة، فإنه مشهود، تشهده الملائكة، وأن أحدا لم يصل علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها، قلت وبعد الموت؟ قال إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، ورواه الدارقطني عن ابن المسيب قال أظنه عن أبي هريرة بلفظ من صلى علي يوم الجمعة ثمانين مرة غفر الله له ذنوب ثمانين سنة، قيل يا رسول الله كيف الصلاة عليك؟ قال: تقول اللهم صل على محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وتعقد مرة واحدة، وهو حسن كما قاله العراقي. 502 - أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها تَدْفَعُ تسعةً وتسعينَ بابا من الضُر أدناها الهم. رواه الطبراني عن جابر، ورواه العسكري والدارقطني في الأفراد عن أبي<صفحة 190> بكر بلفظ أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنوز الجنة، ومن أكثر منه نظر الله إليه، ومن نظر إليه فقد أصاب خير الدنيا والآخرة، ورواه الطبراني عن ابن عمر بلفظ أكثروا من غرس الجنة، فإنه عذب ماؤها، طيب ترابها، فأكثروا من غراسها: لا حول ولا قول إلا بالله، ورواه ابن عدي عن أبي هريرة بإسناد ضعيف بلفظ أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنوز الجنة. 503 - أكذبُ الناسِ الصَّبَّاغون والصَّوَّاغون. رواه ابن ماجه وأحمد وغيرهما بسند مضطرب عن أبي هريرة مرفوعا، وأورده ابن الجوزي في العلل، وقال لا يصح، وأورده الديلمي بسند ضعيف عن أبي سعيد أنه صلى الله عليه وسلم قال: أكذب الناس الصُناع - أي بضم الصاد المهملة وتشديد النون، ورواه إبراهيم الحربي في غريبه عن أبي رافع بلفظ الصائغ بالغين المعجمة والأفراد، قال كان عمر يمازحني فيقول أكذب الناس الصواغ: يقول اليوم وغدا، فأشار إلى السبب في كونهم أكذب الناس، أي بالمطل والمواعيد الكاذبة، ورواه الديلمي عن أبي سعيد بلفظ أكذب الناس الصَّبَّاغ أي بالأفراد فموحدة فغين معجمة آخره، ونحوه ما روي عن أبي هريرة أنه رأى قوما يتعادون فقال: ما لهم؟ فقالوا: خرج الدجال، فقال كذبة كذبها الصواغون، ويروى الصياغون بالياء على لغة الحجاز كالديار والقيام على أنه قيل ليس المراد بالصواغين من يصوغ الحلي، ولا بالصباغين من يصبغ الثياب، بل أراد الذين يصبغون الكلام (الصواب: يصنعون الكلام ويصبيغونه أي يغيرونه.) ويصيغونه أي يغيرونه ويزينونه، يقال صاغ شعرا وصاغ كلاما أي وضعه وزينه، وإلى هذا جنح أبو عبيد القاسم بن سلام، فقال الصياغ الذي يصيغ الحديث أي يزيد فيه من عنده ليزينه للناس. 504 - إكرامُ الميت دفنه. قال في المقاصد لم أقف عليه مرفوعا، وإنما خرجه ابن أبي الدنيا من جهة <صفحة 191 > أيوب السختياني، قال كان يقال من كرامة الميت على أهله تعجيله إلى حفرته، وقد عقد البيهقي بابا لاستحباب تعجيل تجهيزه إذا بأن موته، وأورد فيه ما رواه أبو داود من حديث حصين بن وَحْوَح مرفوعا لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله - الحديث، وللطبراني عن ابن عمر مرفوعا إذا مات أحدكم فلا تحبسوه، وأسرعوا به إلى قبره، وفي لفظ له من مات في بكرة فلا تقيله إلا في قبره، ومن مات عشية فلا يبيتن إلا في قبره، ويشهد لهذا حديث أسرعوا بالجنازة، وغالب الناس تاركون لهذه السنة، فإنهم يؤخرون الميت إلى وقت الظهر مثلا وإن اتسع الوقت انتهى ملخصا، قال القاري في الموضوعات وقد يعتذر عن التأخير بأنه لأجل اجتماع المسلمين في الصلاة وتتبع الجنازة لا سيما في الأزمنة الحارة وقد صح عن ابن مسعود مرفوعا و موقوفاً ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن انتهى. 505 - أكرم المجالس ما استقبل به القبلة. رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط بسند فيه حمزة بن أبي جمرة متروك عن ابن عمر رفعه. ورواه ابن عدي وأبو نعيم في تاريخ أصبهان، والطبراني في الكبير، والعقيلي بسند فيه أبو المقدام هشام بن زياد متروك، عن ابن عباس مرفوعا بلفظ "إن لكل شيء شرفا، وإن شرف المجالس ما استقبل به القبلة". ورواه الحاكم من جهة هشام المذكور ومن جهة مصادق بن زياد في حديث طويل وقال أنه صحيح. ورواه الطبراني أيضا في الأوسط من حديث أبي هريرة رفعه: "إن لكل شيء سيدا، وإن سيد المجالس حيالة القبلة" وسنده حسن. لكن قال ابن حبان في كتابه "وصف الاتباع وبيان الابتداع": "إنه خير موضوع" تفرد به أبو المقدام عن ابن عباس، وقد كانت أحواله صلى الله عليه وسلم في مواعظه أن يخطب مستدبر القبلة انتهى. قال السخاوي وما استدل به لا ينهض للحكم بالوضع، إذ استدباره للقبلة ليكون مستقبلا لمن يعظه، لا سيما مع تعدد طرقه. <صفحة 192 > 506 - أكرم الناس أتقاهم. رواه الشيخان عن أبي هريرة قال الله تعالى 507 - أكرموا حملة القرآن، فمن أكرمهم فقد أكرمني ومن أكرمني فقد أكرم الله عز وجل. قال السخاوي رواه الوائلي في الإبانة والديلمي عن عبد الله ابن عمرو بلفظ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، وزاد الديلمي ألا فلا تنقصوا حملة القرآن حقوقهم، فإنهم من الله بمكان كاد حملة القرآن أن يكونوا أنبياء إلا أنهم لا يوحى إليهم، وقال غريب جدا من رواية الأكابر عن الأصاغر، قال السخاوي وفيه من لا يعرف، وأحسبه غير صحيح. 508 - أكرموا الخبز. قال في الأصل رواه البغوي في معجم الصحابة وعنه المخلص من حديث عبد الله بن زيد عن أبيه مرفوعا بزيادة فإن الله أنزل معه بركات من السماء، وأخرج له بركات من الأرض وفي لفظه له فإن الله أنزله من بركات السماء، وكذا هو عند أبي نعيم عن عبد الله بن أم حرام الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره بلفظ فإن الله سخر له بركات السماوات والأرض، ورواه البزار والطبراني وغيرهما من حديث أبي سكينة بزيادة ومن يتبع ما يسقط من السُفَر غُفر له، وعزاه في الجامع الكبير للطبراني عن عبد الله بن أم حرام بلفظ أكرموا الخبز فإنه من بركات السماء والأرض، من أكل ما يسقط من السُفْرة غفر له، قال في الأصل وكل هذه الطرق ضعيفة مضطربة، وبعضها أشد ضعفا من بعض، وله طرق أيضا كذلك منها ما رواه ابن قتيبة في كتاب تفضيل العرب من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس قال ولا أعلمه إلا رفعه بلفظ أكرموا الخبز فإن الله سخر له السماوات والأرض، ويروي عن ابن عباس أيضا مرفوعا بلفظ <صفحة 193 > ما استخف قوم بحق الخبز إلا ابتلاهم الله بالجوع، ومنها ما رواه تمام والمخلص عن أبي موسى الأشعري رفعه بلفظ أكرموا الخبز فإن الله سخر له بركات السماوات والأرض والحديد والبقر وابن آدم، قال ومنها غير ذلك مما أوردته واضحا معللا في جزء مفرد. وفي الجملة أحسن طرقه الإسناد الأول على ضعفه، ولا يتهيأ الحكم عليه بالوضع مع وجوده لاسيما وفي المستدرك للحاكم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أكرموا الخبز، قال شيخنا فهذا شاهد صالح انتهى، وقال أيضا ومنه يكون القحط، وقال آخر الخبز يباس ولا يداس انتهى، ومن شواهده أيضا ما أخرجه الطبراني عن أبي سكينة بلفظ أكرموا الخبز، فإن الله أكرمه، فمن أكرم الخبز أكرمه الله، ومنها ما أخرجه الأصبهاني في ترغيبه عن أبي هريرة بلفظ أكرموا الخبز ولا تُضَّيعوه، فإنه ما ضيعه قوم إلا ابتلاهم الله بالجوع، ومنها ما رواه ابن أبي الدنيا عن عائشة أنها قالت دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم فرأى كسرة ملقاة، فقال يا عائشة أحسني جوار نعم الله، فإنها قلما نفرت عن أهل فكادت أن ترجع إليهم، ومنها كما في اللآلئ ما أخرجه ابن ماجه والحاكم عن عائشة بلفظ قالت دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم البيت فرأى كسرة ملقاة، فأخذها فمسحها، ثم أكلها، وقال: يا عائشة أكرمي كريمك، فإنها ما نفرت عن قوم فعادت إليهم،. وقال الغزالي في الخبر لا يستدير الرغيف ويوضع بين يديك حتى يعمل فيه ثلاثمائة وستون صانعا، أولهم ميكائيل الذي يكيل الماء من خزائن الرحمة، ثم الملائكة التي تزجر السحاب والشمس والقمر والأفلاك، وملائكة الهواء ودواب الأرض، وآخر ذلك الخباز 509 - أكرموا الشهود، فإن الله يستخرج بهم الحقوق، ويدفع بهم الظلم. رواه العقيلي في الضعفاء، والنقاش في كتاب القضاة والشهود، والديلمي في مسنده، والبانياسي في جزئه عن ابن عباس مرفوعا، وفي لفظ فإن الله يحي <صفحة 194> بدل يستخرج، وقال العقيلي لا يعرف هذا الحديث إلا من رواية عبد الصمد، ثم قال أنه غير محفوظ، بل صرح الصغاني بأنه موضوع، لكن قال القاري في الموضوعات الكبرى قلت وقد قال الحاكم صحيح الإسناد، وذكر السيوطي في تعقباته على ابن الجوزي أن الذهبي لم يتعقبه على الحاكم، وقال في الدرر ورواه الديلمي عن ابن عباس وهو منكر، وقال ابن حجر في التحفة وخبر أكرموا الشهود فإن الله يدفع بهم الحقوق ويستخرج بهم الباطل ضعيف، بل قال الذهبي منكر انتهى، وبه يعلم ما في قول الصغاني المار آنفا، وذكره ابن الملقن في شرح المنهاج بسنده بلفظ ما في الترجمة، ثم قال هذا حديث غير محفوظ عن أحد ضعفه البرقاني. 510 - أكرموا الضيف، وأقروا الضيف، فإنه أول من يقدم برزقه جبريل عليه الصلاة والسلام مع رزق أهل البيت. رواه الديلمي عن ابن عباس ومر مستوفي في - اذا دخل الضيف. 511 - أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم ابنة عمران، فأطعموا نساءكم الولد الرطب، فإن لم يكن رطب فتمر. رواه أبو نعيم والرامهرمزي في الأمثال عن على مرفوعا، وأخرجه أبو يعلى في مسنده عن ابن عباس، لكن بلفظ نزلت بدل ولدت، وبلفظ فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم، وليس من الشجر يلقح غيرها، ، وأخرجه عثمان الدارمى بلفظ أطعموا نفساءكم الرطب، فإن لم يكن رطب فالتمر، وهي الشجرة التي نزلت مريم ابنة عمران تحتها، وفي سنده ضعف وانقطاع، وفي <صفحة 195> خبر مَن كان طعامها في نفاسها تمرا جاء ولدها حليما، ورواه في الإصابة بلفظ أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من الطينة التي خلق منها آدم، قال: وفي سنده ضعف وانقطاع انتهى. وقال في الدرر رواه أبو يعلى وأبو نعيم عن ابن عباس بسند ضعيف بلفظ أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم، وفي لفظ لهما عن ابن عباس أيضا بلفظ: أكرموا النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم. وفي الباب حديث نعم المال النخل، الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل، وفي رواية ذكرها الشربيني في شرح الغاية بلفظ أكرموا عماتكم النخل المطعمات في المحل، وإنها خلقت من طينة آدم، والنخل مقدم على العنب في جميع القرآن، وشبه صلى الله عليه وسلم النخلة بالمؤمن، فإنها تشرب برأسها، وإذا قطع ماتت، وينتفع بجميع أجزائها انتهى، وفيه أنه قدم العنب على النخل في سورة الكهف. 512 - أكرموا العلماء، فإنهم ورثة الأنبياء. رواه ابن عساكر عن ابن عباس، ورواه الخطيب والديلمي بسند ضعيف عن جابر بزيادة فمن أكرمهم فقد أكرم الله ورسوله، وفي تخريج أحاديث الديلمي للحافظ ابن حجر مسندا لأبي الدرداء بلفظ أكرموا العلماء ووقروهم وأحبوا المساكين وجالسوهم، وارحموا الأغنياء، وعِفُّوا عن أموالهم. 513 - أكرموا الغرباء، فإن لهم شفاعةً يومِ َ القيامة، لعلكم تنجون بشفاعتهم. رواه الديلمي عن أبي سعيد في حديث أوله الغريب في غربته كالمجاهد في سبيل الله، وله بلا سند عن ابن عباس بلفظ من أكرم غريبا في غربته وجبت له الجنة، وسيأتي في الغرباء بلفظ أكرموا الغرباء، فإن لهم دولة، وهو ضعيف كما قال ابن الغرس. <صفحة 196 > 514 - أكرموا طهوركم. قال القاري في الموضوعات نقلا عن ابن تيمية أنه موضوع، وفي الذيل هو كما قال انتهى. 515 - أكرموا الكاتب والخياط، فإنهما يأكلان بنور أبصارهما. لينظر، ولعله موضوع، وغالب الصنائع كذلك. 516 - أكرموا الهر، فإنه من الطَّوَّافين عليكم. قال النجم لا يعرف بهذا اللفظ، لكن رواه مالك وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن كبشة بنت كعب بن مالك أن أبا قتادة أصغى لهرةٍ إناءً فيه ماء للوضوء حتى شربت، فنظرتُ إليه، فقال أتعجبين يا ابنة أخي ؟ فقلت نعم، فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها ليست بنجسة، وإنها من الطوافين عليكم والطوافات، وفي لفظ أو الطوافات، وروى أبو داود وابن ماجه عن داود بن صالح التمار عن أمه أن مولاتها أرسلتها بهريسة إلى عائشة، فوجدتها تصلي، فجاءت هرة فأكلت منها، فلما انصرفت أكلت حيث أكلت الهرة، وقالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها ليست بنجسة، إنها من الطوافين عليكم، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بفضلها، وقال ابن الغرس حديث أكرموا الهر والهرة فإنهما من الطوافين عليكم لم أر من ذكره بهذا اللفظ لكن الشق الأول يشهد له فعله عليه الصلاة والسلام من أنه كان يصغي للهرة، ويشهد للثاني ما رواه أحمد بسند حسن عن أبي قتادة بلفظ: السنور من أهل البيت، وإنه من الطوافين والطوافات عليكم. 517 - أكل النبي صلى الله عليه وسلم الرُطَب بالقِثَّاء، واستعان بيديه جميعاً. رواه أحمد عن عبد الله بن جعفر قال آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، <صفحة 197 > في إحدى يديه رطبات، وفي الأخرى قثاء، يأكل من هذه، ويعض من هذه، رواه الشيخان لكن بدون الاستعانة باليدين، وروى ابن أبي شيبة وابن عدي والطبراني والبيهقي عن أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ الرطب بيمينه، والبطيخ بيساره، ويأكل الرطب بالبطيخ، وكان أحبَّ الفاكهة إليه، لكن في سنده يوسف بن عطية الصَّفَّار مجمع على ضعفه، وروى أبو بكر الشافعي في فوائده بإسناد ضعيف عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل يوما الرطب بيمينه، وكان يحفظ النوى بيساره، فمرت شاة فأشار إليها بالنوى، فجعلت تأكل من كفه اليسرى ويأكل هو بيمينه حتى فرغ.
|